الحكومة المبدعة

على الرغم من أن عنوان المقال قد لا يكون مألوفاً نوعاً ما، إلا أن بعض المنظرين في علوم كالاقتصاد وإدارة الأعمال وعلم نفس الإبداع قد بدأوا في نَظمِ بعض التصورات حول ماهية الحكومة المبدعة، مع الإقرار أن الاتفاق على "ما الذي يجعل حكومة ما مبدعة وأخرى أقل إبداعاً" لا يزال بعيد المنال، على الأقل من ناحية الأدلة المستمدة من البحوث العلمية

من المفيد أولاً تعريف المقصود بالحكومة قبل محاولة تعريف الحكومة المبدعة. تزخر الدراسات العلمية بالعديد من التعريفات لمفهوم الحكومة، ومن أجل الاختصار فيمكن تعريفا على أنها منظومة تتكون من مجموعة من الأفراد الذين يتشاركون في إدارة بلداً ما ويقع على عاتقهم مسؤولية تنظيم مناحي الحياة الرئيسة كنظام التعليم والنظام الصحي والنظام الانتخابي، إضافة إلى سن التشريعات والقوانين التي تنظم شؤون الحكم في ذلك البلد أو الإقليم. بالطبع، فإن التعريف الإجرائي للحكومة يختلف من بلد لآخر طبقاً للسياق الثقافي والاعتبارات الخاصة بكل مجتمع، وهذا الاختلاف في طبيعة المفهوم السياسي للحكومة لن يؤثر في الغالب على العناصر التي يجب أن تتوفر لتحقيق الإبداع في العمل الحكومي، الأمر الذي سوف يتضح لاحقاً في هذا المقال

إن الجانب الأهم في التعريف السابق هو أن الحكومة تتشكل من مجموعة من الأفراد، الأمر الذي يقودنا للحديث عن الإبداع التنظيمي مقابل الإبداع الفردي. تاريخياً، فإن الدراسات العلمية المنظمة حول الإبداع ركزت اهتمامها على الفرد المبدع، وذلك من جانب العملية الإبداعية (كيف يفكر العقل المبدع)، والمنتج الإبداعي (كيف تقود العملية الإبداعية لتوليد منتجات أصيلة وفعّالة)، إضافة إلى خصائص الشخصية المبدعة كالاستقلالية والانفتاح على الخبرة والاستكشاف وحب المخاطرة، إلا أن العقدين الأخيرين شهدا ثراءً في دراسة الإبداع لدى المجموعات، خاصة الإبداع في بيئة العمل وفي سياق التعليم الأساسي، إضافة للإبداع المجتمعي. وعلى الرغم من أهمية نوعي الإبداع (الفردي والتنظيمي)، إلا أن الأخير أكثر صلة عند الحديث عن الإبداع في العمل الحكومي، كون طبيعة العمل الحكومي تتطلب تعاون مجموعة من الأفراد لإنجاز مهام ووظائف محددة، إلا أنه لا ينبغي إغفال دور الإبداع الفردي في العمل الحكومي وذلك لوجود فروق فردية بين الأفراد العاملين في مؤسسة أو وزارة ما. فالبعض قد يكون جيداً في توليد الحلول غير التقليدية إلا أن تطبيق هذه الحلول على أرض الواقع يتطلب نوعاً من العمل الجماعي. إضافة لما سبق، فإن من الجدير بالذكر أن ميكانيزمات الإبداع الفردي تختلف عن تلك المرتبطة بالإبداع التنظيمي. بحسب تيريزا أمابيل، الأستاذ الفخري بكلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد، فإن الإبداع في المنظمات (الحكومات على سبيل المثال) يتطلب توفر ثلاث عناصر هي: (أ) مهارات في إدارة الابتكار، (ب) الدافعية الداخلية للابتكار، و (ج) توفر المصادر في مجال الابتكار. أما الإبداع الفردي فيتطلب: (أ) مهارات في التفكير الإبداعي، (ب) الدافعية الداخلية لإنجاز المهام، و (ج) مهارات متخصصة في المجال الذي يبدع فيه الفرد. لاحظ/لاحظي أن مفردة "الابتكار" ذُكرت عند الحديث عن الإبداع التنظيمي بينما تم ذكر مفردة "الإبداع" عند الحديث عن الإبداع الفردي. لذا فإن من الجيد تلخيص الفرق بين هاذين المفهومين قبل المضي في الحديث عن خصائص الحكومة المبدعة وتعريفها

أولاً، فإن الإبداع هي المفردة المفضلة عند الحديث عن الفئات العمرية الأصغر سناً كطلبة المدارس، ذلك أن الابتكار ينطوي على فكرة وجود منتج ما، الأمر الذي قد لا يتوفر لدى طلبة المدارس، (لكنه في نفس الوقت ليس مستحيلاً)، لذا فإن التركيز يجب أن يكون على الفكرة الإبداعية بشكل أكبر لدى طلبة التعليم الأساسي، حيث إن تطبيق الأفكار الإبداعية يتطلب استثمار الكثير من الوقت وضرورة توفير المصادر اللازمة إضافة إلى الدعم اللوجستي للوصول للمنتج بشكله النهائي. ثانياً، فعلى الرغم من أن الإبداع والابتكار ينطويان على عنصرين رئيسين هما الأصالة والفاعلية، إلا أن درجة الأصالة والفاعلية تختلفان في الإبداع عنه في الابتكار. إن الإبداع ينطوي على مستوى أعلى من الأصالة مقارنة بالابتكار والذي بدوره يتطلب مستوى أعلى من الفاعلية مقارنة بالإبداع. على سبيل المثال، فإن الطالب يُشجع على توليد الأفكار غير التقليدية (بُعد الأصالة) حتى وإن لم يقم بإخراج فكرته على شكل منتج لوجود عوائق مادية أو لوجستيه أو غيرها (بُعد الفاعلية)، أما في الشركات والمؤسسات فإن التركيز يكون بشكل أكبر على فاعلية المنتج (كم من المال سوف تجني الشركة أو المؤسسة مقابل تطوير المنتج الإبداعي؟ أو كم خدمة سوف يساهم هذا المنتج في تقديمها للمستهلكين؟). أخيراً، فإن الإبداع هو متطلب أساسي/مسبق للابتكار، فبدون إبداع، ليس هنالك ابتكار. قد يكفي هذا القدر من الشرح للفرق بين المفهومين وهنالك العديد من المصادر التي يمكن للقارئ الرجوع إليها للاستزادة. يناقش الجزء المتبقي من هذا المقال سؤالين هما: (١) من أين يبدأ الإبداع الحكومي؟ و (٢) ما خصائص الحكومة المبدعة؟ أخيراً، يختتم المقال بتعريف مقترح للحكومة المبدعة

يختلف الكثير من المنظرين من أين يبدأ أو يأتي الإبداع الحكومي. البعض يقترح أن الإبداع يأتي من خلال توفير بيئة العمل التي تسمح للفرد بالتعبير عن أفكاره دون خوف من النقد وتلك التي تشجع التفكير المبدع. هنالك فئة ثانية ترى أن الإبداع في العمل الحكومي يأتي من خلال توفير حوافز ومكافآت للأفكار الأصيلة (ما يطلق عليه بالدوافع الخارجية). كما يرى آخرون أن الإبداع في العمل الحكومي يأتي من صاحب أو أصحاب القرار، فبوجود صانع القرار الذي يشجع موظفيه على الخروج من التفكير التقليدي، فإن من الطبيعي أن يكون هنالك دور كبير للإبداع في العمل الحكومي. إن جميع ما ذكر صحيح ومنطقي إلى حد كبير، وهو إضافة لذلك مدعوم بالتجربة وبالدراسات العلمية، لكن البعض يؤمن أن الإبداع في العمل الحكومي يبدأ من الأسرة والنظام التعليمي. بمعنى آخر، فإن الإبداع في العمل الحكومي يبدأ بالعناية بإبداعات أبنائنا وبناتنا منذ نعومة أظفارهم، وهو الأمر المثبت من خلال العديد من البحوث العلمية، وسوف أكتفي بعرض نتائج ثلاث بحوث تؤيد أن الاستثمار في الإبداع يجب ألا يترك إلى أن يصل الفرد إلى المرحلة الجامعية أو مرحلة العمل

تشير نتائج بعض الدراسات الموثوقة التي أجريت على آلاف من الطلبة في بيئات مختلفة أن التفكير الإبداعي يبدأ بالانخفاض في الفترة بين الصفين الرابع والخامس. إن مثل هذا الانخفاض لا يرجع لأسباب جينية بحسب ما أثبتته هذه البحوث، بل إلى النظام الأسري والنظام التعليمي الذي يركز على المنطق بشكل مبالغ فيه، الأمر الذي يؤدي إلى قتل الخيال الإبداعي شيئاً فشيئاً. من الجيد أن نراجع ممارساتنا للتأكد من أننا وبشكل غير مقصود قد نساهم في تثبيط الخيال الإبداعي لدى أبنائنا وبناتنا. على سبيل المثال، ما رد فعلك ان قال لك ابنك او ابنتك الذين هم في الصف الثالث (على سبيل المثال): ما الذي سوف يصبح عليه العالم إن لم تشرق الشمس؟ أو إن قام أحدهم بسؤالك: هل يمكن عكس الزمن؟ قد يكون السياق هو نفسه عندما سأل طفل ما معلمه أو أباه قبل ٥٠٠ سنة: هل يمكن أن تضيء الدنيا في الليل كما تضيء في النهار؟ بالطبع كان ذلك خيالاً مبالغاً فيه في ذلك الوقت، إلا أن أديسون حقق خيال ذلك الطفل في مختبره الصغير في ولاية نيوجيرسي الأمريكية في القرن التاسع عشر! إن كان التفكير الإبداعي والخيال يبدآن بالتناقص في الصف الرابع أو الخامس، فماذا يكون عليه الحال عندما يكمل طلبتنا المرحلة الثانوية؟ 

الدليل الثاني هو ما أشارت إليه الدراسة الطولية (يقصد بها الدراسة التي يقوم من خلالها الباحث بتتبع نفس المجموعة من الطلبة على مدى سنوات)، والتي أجراها بول تورانس وآخرون والتي هدفت للإجابة على السؤال التالي: هل يمكن لاختبارات الإبداع التنبؤ بالإنجازات الإبداعية المستقبلية؟ لقد تم نشر الدراسة الأخيرة في العام ٢٠١٠ والتي تتبعت أطفال وُلدوا في الخمسينيات من القرن الماضي، والذين أدوا اختبارين أحدهما في الذكاء والآخر في الإبداع، وكانت النتيجة أنه بعد ٥٠ سنة نجحت اختبارات الإبداع في التنبؤ بالإنجازات الإبداعية لأفراد عينة الدراسة بينما لم يتنبأ الذكاء ولا التحصيل الدراسي بالإنجازات الإبداعية المستقبلية!  أما الدليل الثالث فهو نتاج دراسة أجريت في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، والتي طُبقت على مجموعة من النساء العاملات واللاتي تم سؤالهن عن أبرز معيقات الإبداع لديهن، وهذه نماذج لبعض استجاباتهن: سوف أكون أكثر إبداعاً لو: (١) كان هنالك تقدير أكثر للعمل الإبداعي، (٢) أكثرت من عادة البحث عن أفكار جديدة، (٣) لم أكن خائفة من مواجهة النقد، (٤) تم تشجيعي من أساتذتي بشكل أكثر، (٥) كان هنالك تقبل أكثر للخيال في المكان الذي أعيش فيه، (٦) لم أُحبط من قبل عائلتي، (٧) لم تكن تنشئتي صارمة، و (٨) كان الناس يقدرون الأفكار الجديدة بشكل أكثر. خلاصة القول هو أهمية الاستثمار في الإبداع منذ الصغر. بكل تأكيد، فإن مثل هذا النوع من الاستثمار قد لا تكون نتائجه قريبة المدى، ولكن بكل تأكيد، وبحسب البحوث الموثوقة، فإنه استثمار ورهان ناجح

نأتي الآن للحديث عن خصائص الحكومة المبدعة، الأمر الذي سوف يسهل عملية تعريف الحكومة المبدعة. وهذا تلخيص لأهم الخصائص التي تتمتع بها أي حكومة تجعل من الإبداع حجر زاوية لها

١) تقدير الإبداع كمصدر للرخاء المجتمعي، وبالطبع فإن ذلك يتجاوز العبارات التي نجدها في بعض المنشورات والإصدارات

٢) الاستثمار في التعليم، ويشمل: (أ) تدريب المعلمين على كيفية إدخال مهارات التفكير الإبداعي في المنهج المدرسي، (ب) تعريض الطلبة، خاصة طلبة المراحل الأساسية، للعديد من الخبرات بهدف تحديد المجال الذي يبرع فيه كل طالب، (ج) توفير المصادر اللازمة كقواعد البيانات والمكتبات والمختبرات وغيرها من المصادر التي تتيح للطالب فرصة تطبيق أفكاره الإبداعية، و (د) دعم أبحاث الإبداع والأبحاث النوعية التي يجريها الطلبة، وتكفي الإشارة أن الحكومة السنغافورية خصصت في العام ٢٠٢٠ ما قيمته ١٩ مليار دولار لدعم الابتكار في البحوث. كما أن تقرير مؤشر الإبداع العالمي للعام ٢٠١٨ أشار إلى أن أكثر الدول إنفاقاً على التعليم هي سويسرا، تليها المملكة المتحدة، ففنلندا والدنمارك، الأمر الذي يوضح سر قوة الاقتصاد في مثل هذه الدول

٣) توفير البيئة الآمنة نفسياً سواء أكان ذلك في السياق المدرسي أو في العمل. هذا وتشير الدراسات في مجال البيئة الإبداعية أن عوامل مثل دعم المؤسسة والمسؤولين للفرد، وتوفر المصادر الأساسية، وتوفر عنصر التحدي، والاستقلالية هي أهم عوامل البيئة المشجعة للإبداع، أما أبرز المعيقات فهي المعيقات التنظيمية والتي لا تسمح بوجود مساحة للإبداع نظراً لكثرة القيود التنظيمية، إضافة إلى ضغط العمل. إن النقطة الأخيرة (ضغط العمل) تستحق التوقف عندها، فالبعض يظن أن عمل الموظف أو الطالب تحت الضغوط هو أمر إيجابي، وهو كذلك إن كان الهدف هو إنجاز الأمور العادية أو الروتينية، أما الإبداع (الذي يتطلب البحث عن الفرص الجديدة) فيتطلب الكثير من الوقت والطاقة الفكرية، والانغماس في التفكير للوصول لنتاجات أصيلة وذات فاعلية. على سبيل المثال، فقد استغرق اسحاق نيوتن ٤٠ سنة للوصول إلى قانون الحركة، أما هيربرت سيمون، عالم النفس الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في مجال الاقتصاد، فقد احتاج إلى ٦٢ سنة من العمل المتواصل! ويكفيك النظر لصور الحاصلين على جائزة نوبل في جميع مجالاتها لتتأكد أن الإبداع يتطلب الكثير من الوقت والطاقة

٤) التعزيز المادي والمعنوي للأفكار الجديدة وغير المألوفة

٥) التعامل مع كافة العاملين بمساواة وعدالة

٦) وضع الفرد في مواقف تتطلب التحدي -عكس الروتين

٧) التركيز على التنوع في الأفكار والتخصصات حيث أثبتت بعض دراسات العصف الذهني أن المجموعات التي كان من ضمنها أفراد مختلفين في تخصصاتهم استطاعوا توليد أفكار أكثر أصالة من الفِرق التي تضمنت أفراد من نفس التخصص

٨) أن يكون الإبداع أولوية في جميع الخطط والبرامج على مستوى المؤسسات/الحكومات

٩) العمل على تحريك الدافع الداخلي لدى الفرد نحو الإبداع. والدافعية كما يعرفها علماء النفس هي محرك السلوك الإنساني، لذا فإن تواجدها بجانب الدوافع الخارجية (الجوائز والمكافآت) ستكون نتائجه مبهرة.

١٠) أخيراً، يجب أن تكون هنالك خطة لتعزيز الإبداع والابتكار. خذ على سبيل المثال "استراتيجية المملكة المتحدة للابتكار" والتي وضحت معالمها في ١١٦ صفحة غطت جوانب متعددة منذ تعريف الابتكار مروراً برؤية المملكة المتحدة ٢٠٣٥، إلى كيفية تطبيق عدد من المبادرات المبتكرة في مختلف المجالات كالخدمات الصحية، والتعليم الأساسي والعالي، إضافة إلى تطبيقات التكنولوجيا والطاقة. إن من المثير للاهتمام تخصيص صفحات من هذه الاستراتيجية الوطنية للتفصيل فيما أسموها (قائمة الإجراءات) والتي تم الحديث عنها مسبقاً في المقال كزيادة الاستثمار في البحث والتطوير لمبلغ يصل إلى ٢٢ مليار جنيه استرليني، وتدريب وتطوير الأجيال القادمة، وإزالة الإجراءات المعقدة وذلك لتسهيل عمل الشركات المبتكرة والناشئة. حسناً، إن الخطة الجيدة وحدها لا تكفي، حيث يجب أن تكون هذه الخطة إجرائية ومفصلة بما فيه الكفاية لكي تطبق على أكمل وجه

بناءً على ما سبق، يمكن تعريف الحكومة المبدعة بأنها: الحكومة التي تتكون من إدارة تُقدر قيمة الإبداع وبالتالي فإنها (أ) تستثمر في الإمكانية الإبداعية لدى طلبة التعليم الأساسي، (ب) توفر الدعم الكافي للأفراد لتحويل أفكارهم الإبداعية إلى منتجات ملموسة والتي تتسم بالأصالة والمنفعة، (ج) تخصص ميزانية كافية للبحث والتطوير والتدريب على الإبداع، (د) تجذب الأفراد الموهوبين من أجزاء أخرى من العالم (جذب الطبقة المبدعة) وذلك من خلال توفير بيئة مثالية للعيش والاستثمار، وأخيراً، هي الحكومة التي تمتلك خطة واضحة للإبداع والابتكار في مختلف القطاعات والتي تكون بمثابة خارطة طريق يسترشد بها كل فرد في المجتمع

المراجع

Abdulla Alabbasi A. M. (2020). Government. In M. A. Runco & S. R. Pritzker (Eds.), Encyclopedia of creativity (3rd ed., pp. 555-561). San Diego, CA: Elsevier. https:/ doi.org/10.1016/B978-0-12- 809324-5.23657-2

Amabile, Teresa M., and Michael G. Pratt. "The Dynamic Componential Model of Creativity and Innovation in Organizations: Making Progress, Making Meaning." Research in Organizational Behavior 36 (2016): 157–183.